في تمام الساعة الثامنة صباحاً من الرابع من شهر شوال , قبل سبع سنواتٍ من الأن .
لازلت أذُكر صوت رنين هاتفِ أخي الأكبر في ذلك الصباح .
قام أخي بالرد على الهاتف فإذا به الطبيب المشرف على حالة أبي , قام بشرح حالة أبي واحتياجه إلى دواء ليس بـ متوفر لديهم
وطلب من أخي المجيء اليه , فذهب أخي بصحبة " عمي " الى المشفى .
حينها أخبروه بأن أبي قد فارق الحياة في تمام الساعة الرابعة فجراً , وباءت محاولات إنقاذه بالفشل .
اتصل أخي بي , وطلب مني الذهاب الى المشفى الى قسم " غسيل الكلى " لأن أبي هناك .
ذهبتُ إلى هناك , واتصلت بأخي فأخبرني بأنه في " المسجد " خلف قسم غسل الكلى , فذهبتُ إليه .
ومررتُ بـ " ثلاجة الموتى " , فدخلتها فضولاُ فقد كان بابها مفتوحا قليلاُ , دخلتها فقرصني بردها , فخرجت مسرعاً .
ذهبتُ إلى المصلى ورأيتُ أخي , فاحتظنني باكياً هامساُ بأذني بأن أبانا قد " مات "
جلستُ صامتاً باكياً , أتذكرُ مافعلت بأبي , فأنا لستُ بإبنٍ راضٍ أبداً .
بكيتُ لأني لم أستطع أن أسمع كلمة العفو من أبي , بكيتُ لأني لم أعلم ماهي قيمة الأب في هذه الدنيا , بكيتُ لأن نبع الحنان قد فارقنا .
بكيتُ فـ بكيتُ فـ بكيتُ الى سبع سنواتٍ وأنا أبكي , إلى أن أفارق الدنيا وأنا سأبكي أبي .
أبي إني لأشكو آآه الحزن والألم في صدري , أبي إني لأشكو إنكسار قلبي وانجراحهه .
أبي ثم أبي ثم أبي , رحمك الله يأبي , يارب أكرمني برؤية أبي في الجنة .
.
أبي إني فارقتكَ مراهقاً , وأمنيتي بأني أراكَ حلماً , فو الله إن خيالكَ لم يغب عني يوماً .
أسف أبي , شكراً أبي . " أتى اليومُ الذي لايُسمع فيه الأسف ولا الشكر , أتى اليوم الذي لاينفع فيه الندم "